Hussein Jelaad was born in Jordan in 1970. He has published two books of poetry, Eternal Crucifixion of the Prominent (1999) and As Prophets Lose (2007). Jelaad lives in Doha and works as a journalist with Al Jazeera, writing about political and cultural affairs. In his journalism career, Jelaad has also contributed to Al-Arab Al-Yawm, Al-Ra’i Arabic Daily, and An-Nahar. Jelaad is the Jordanian Ambassador to the Poets of the World Movement, a literary organization based in Chile. He talks to Beirut39 about press freedom (or lack of it) and his encounters of the past.
Interviewed by Sousan Hammad.
Who are some of your most influential writers?
However, just to remain precise here, I will say that the poet Mahmoud Darwish was the one to change my life. His influence on me was far greater than what a professional poet leaves on an aspiring poet. Darwish’s words stimulated my conscious during my early years, making me aware of the magic of the words and how the intellectual identity gets created. Poetry is the result of criticizing life and attempting to overthrow the world.
No doubt Jordan suffers like all other countries. Authorities hold people by the neck, squeezes their hearts out with their iron fists. But what country in the world lacks this? Even in the United States and Europe, generally, there exist principles that a writer cannot overlook without being reprimanded on the grounds of national security and social peace.
There are those who call in “intelligence agencies” to get their stories dictated to them by an intelligence officer. Some are simply corrupted by a new car or a pair of shoes. Yet on the other side, there still exists those who carry their pencils to defend the future of their countries. This matter is relative as a writer is the one to choose which side he stands for: the honor of free speech, or the dumpster of history.
ولد الكاتب حسين جلعاد في الاردن في العام 1970, و قد نشر حتى الآن ديواني شعر: العالي يصلب دائما (1999) و كما يخسر الأنبياء (2007). يقيم الشاعر حاليا بالدوحة و يعمل كصحفي في قناة الجزيرة حيث يكتب عن الأحداث السياسية و الثقافية. في خضم حياته الصحافية, كتب حسين في العرب اليوم و الرأي العربي و النهار اللبنانية. كما و أنه نُصِّبَ سفيرا أردنيا لحركة شعراء العالم, و هي مؤسسة أدبية مقرها تشيلي. يتحدث جلعاد لبيروت39 حول حرية الصحافة (و إنعدامها) و عن تجاربه السابقة.
متى بدات الكتابة؟
في سن الثالثة عشرة، أو أقل بقليل، كنت ذاهبا إلى قريتي الأصلية التي تقع على ضفاف نهر الأردن، مقابل فلسطين المحتلة. الاقتراب من الخطر، حين يكون جندي احتلال إسرائيلي على بعد خطوات هي بحجم ضفة النهر، هناك يتغير العالم، ستعلم حينها معنى أن تكون عدوا، أن يصوب أحد بملامح عدوانية البندقية صوبك وينهرك أنت والمزارعين عن جمع الحطب والابتعاد عن "الحدود" وأنت لا تعرف من يمنح هذا الجندي قوة يمنعك فيها من التجول في أرضك.
لم تكن بلادي محتلة، لكنني على ضفاف نهر الأردن، سأشم رائحة الضفة الغربية، خلف خوذة الجندي، وسأكتب أول نص لي بقلم أخضر، عن يافا عروس الشاطئ الفلسطيني التي احتلها أسلاف ذلك الجندي قبل ذلك بنحو 35 عاما.
بعدها، سنكبر مبكرا، ونعبر سريعا إلى مرحلة الرجولة، حتى بلا طيش المراهقين، ولا تمائم الجدات.
من هم الكتاب كان لهم التأثير الاكبر بالنسبة لك؟
تستغربين إذا قلت لك، إن أعظم من أثر فيّ هم الروائيون، ولكن ليس أي روائيين، إنهم أولئك الكتاب العظام بحجم هنري ميللر، ديستويفسكي، غالب هلسا، حيدر حيدر، إلياس فركوح.
ولكن تتطلب الدقة هنا القول إن شاعرا مثل محمود درويش غير حياتي، تأثيره كان علي أكبر من مجرد تأثير شاعر مجيد بكاتب واعد. قصائد محمود درويش فتحت وعيي إبان الطفولة على العالم السحري للكلمات، وكيف تتكون هوية الفكر. الشعر هنا يأتي من نقد الحياة، والسعي إلى قلب العالم.
أنت شاعر و صحافي. هل تعطي الاولوية لإحدى الجنسين مقابل الآخر؟
هناك كسالى يقولون إن الكتابة الصحفية تأكل من حصة الشعر في قلب الشاعر، هذا رأي الأغبياء. الصحافة في جزء منها تشترك مع الشعر في الأدوات واللغة والرؤية، لأنها تقوم على التبصر والحذف والدقة والاقتصاد في اللغة. هذه أرض مشتركة مع الشعر.
الروائي الأشهر غابرييل غارثيا ماركيز كان صحفيا كبيرا وروائيا عظيما. كان يقول إن كتابة ألف كلمة يوميا هي بمثابة "تسخين" يده كي تستعد للكتابة الحقيقية.
الصحافة والشعر في حياتي لا يتعارضان ولا يأخذ أحدهما من مساحة ووقت الآخر لأنهما فنان كتابيان مختلفان. لنقل أنهما عقل وقلب. هل يحيا الإنسان بعقل دون قلب، أو العكس. قطعا لا، وهذا مجرد مثال توضيحي للمسألة.
الصحافة عملي الذي لا أحيا بدونه، إنه رسالة بالنسبة لي خصوصا أنها مكللة بالدفاع عن الحرية والتعبير. الشعر نَفسَي وهوائي الذي أعبه من هذا العالم. القلب ينبض أمنيات ورؤى، والعقل يقتحم الآفاق.
أمضيت بعض الوقت في الدوحة العام المنصرم, امضيت معظمه متنقلة من عمارة زجاجية الى أخرى. كثيرا ما سالت نفسي: ما الذي أفعله هنا؟ ربما تستطيع مشاركتي هذا الشعور؟
صحيح. أنا أوافقك، وأتفهم شعورك. لا يوجد الكثير هنا كي ينشغل به المرء. حين دخلت المدينة أول مرة قلت في نفسي سأغادر في الطائرة العائدة. وما زلت هنا منذ نحو 3 سنوات. الحراك بطيء هنا إن وجد.
الذين عاشوا في المدن الكبرى واعتادوا الصخب والضجيج، سيصابون هنا بالفراغ. لكننا أحيانا ننتظر حتى نصل قمة التل لننظر إلى تلة أخرى أعلى وأبعد.
المدن الصغيرة مفيدة أحيانا لنتعلم الصمت والتأمل. الكاتب العظيم إبسن قال إن أهله قضوا سنتين كي يعلموه الكلام، لكنه احتاج ستين عاما كي يتعلم الصمت!.
هناك روائيان سوريان عظيمان هما هاني الراهب وحيدر حيدر، كانا في أول العمر صديقان، حيدر كان يرى السفر شرطا ضروريا للإبداع، أما الراهب فكان له من اسمه نصيب وكان يرى أن كل مدن العالم هي مدينة واحدة في الحقيقة أو هي المدينة ذاتها ولا داعي للتجوال حتى أنه كتب رواية مذهلة "مكان واحد هو العالم".
اختلاف الرؤيا والحياة لم يمنع أن يصبح كل من حيدر والراهب كاتبا عظيما بطريقته، سواء الذي تنقل وسافر أو الذي لم يغادر دمشق الجميلة سيدة المدن والياسمين.
منذ فترة وجيزة, مرر الأردن قانونا يحظر المزيد من حريات الصحافة في إنتقاد الحكومة. ما هي وجهة نظرك ككاتب بخصوص حرية الصحافة؟
الأردن بلا شك يعاني مثل غيره من الدول. السلطة تقبض بخناق الناس، تعصر قلوبهم بأيديها الفولاذية، ولكن أي بلد في العالم يخلو من ذلك؟ حتى في الولايات المتحدة وأوروبا عموما هناك ثوابت لا يمكن للكاتب أن يقفز عنها دون أن يتلقى صفعة على جبينه سواء بدعوى الأمن القومي أو السلم الاجتماعي.
حرب جورج دابليو بوش وأسامة بن لادن عسْكَرتْ العالم. الجميع على ضفتي النهر مهووس بالتحزب والهجوم على الآخر. العنف أصبح سيد العالم، والحريات المدنية والصحفية هي الضحية. أنا لا أبرر لأحد أو أقول إن ذلك أمر طبيعي.
على العكس تماما: أنا أدعو أن يكون صحفيو العالم شهداء متجولين، الحرية لا تمنح، إنها تنتزع. لا يمكن أن نستعير حريتنا من الحكومات خصوصا المتسلطة، بل نأخذها من عيونها. الفساد ليس في الحكومات فقط. الفساد فيمن يتواطئون أيضا من الصحفيين فيخافون أو يرتشون.
هناك من يتلقى هواتف أجهزة المخابرات كي يكتب ما يريده ضباط الأمن، وهناك من يُشرى بسيارة أو حذاء، لكن هناك أيضا من يحمل القلم الجريء ويدافع عن مستقبل بلاده. المسألة نسبية، والصحفي ذاته هو من يقرر الانحياز: إما إلى شرف حرية الكلمة، أو إلى مزبلة التاريخ.
هل ستكون هذه هي المرة الأولى بالنسبة لك في بيروت؟ ما هي توقعاتك بخصوص المهرجان؟
لا، ليست هذه هي المرة الأولى التي أدخل فيها بيروت، لكن تصادف أنني دخلت ها مرتين في زمن الحرب، الأولى بعد حرب تموز عام 2006 في مهمة صحفية والثانية أيضا بعد انتخاب ميشال سليمان رئيسا للبلاد، وكانت البلاد قد خرجت للتو من حالة مسك الرقاب بين الأخوة على الطريقة اللبنانية "التوافقية".
وكلا الزيارتين أصابتاني بألم في المعدة. لم تكن تلك بيروت التي حلمت بها طوال الوقت. كانت الأرض زلقة تحت قدمي، وأحبطت. ليست هي المدينة ذاتها التي سمعنا عنها طويلا، لا نور ولا تنوير. بل ضرب تحت الحزام، وحقائب مليئة يتسلل بها الزعماء بعد تقاسم الكعكة، والناس البسطاء يحمدون الله أنها "ما علقت بيناتهن"، الناس يريدون حياة آمنة والزعماء يجلسون على رقابهم.
أرجو في الزيارة القادمة أن تكون بيروت جميلة بعد أن سقط الحلم! يا للروعة!
أتمنى من مهرجان بيروت 39 أن يكون نافذة للحرية والإبداع. هناك أصدقاء أحبهم كثيرا يشاركون في الحدث يسرني أن ألتقيهم.
No comments:
Post a Comment