Monday, 8 March 2010

Concerning Algeria: An Interview with Abderrazak Boukebba

ولد عبد الرزاق بوكبة في قرية أولاد جحيش شرقي الجزائر في العام 1977. حصل على بكالوريوس الأدب في العام 1996 و بعدها أصبح مستشارا للمكتبة الوطنية الجزائرية، فمُقدّما للعديد من البرامج الثقافية في الإذاعة والتلفزيون. حاز بوكبة على التقدير الرئاسي بالجزائر في مجالي الشعر والكتابة المسرحية، نشر مجموعتين إبداعيتين هما: منْ دسّ خفّ سيبويه في الرّمل 2004، وأجنحة لمزاج الذئب الأبيض 2008 [ الفائز به في مسابقة بيروت 39] و رواية "جلدة الظلّ" 2009. يتحدث بوكبة لبيروت39 عن إستهداف المثقفين في عمليات القتل و ما يميزه اليوم ككاتب.:

قابلته سوسن حمّاد

في مذكراتها الأبيض الجزائري تكتب آسيا جبار إهداء لثلاثة رجال يدعى ان كلا منهم لقي مصرعه على ايدي الاصوليين الاسلاميين في فترة لا تتعدى عاما واحدا. هل ينبغي لنا المقارنة بين استهداف الكتاب والمبدعين واغتيالاتهم اليوم (الاينتيلوسايد) وبين اولئك الذين لقو مصرعهم على ايدي الفرنسيين في خضم النضال من أجل تحرير الجزائر؟

المنطلق يختلف بحكم طبيعة كل طرف، لكن النتيجة واحدة هي الخراب. كل طرف منهما حاول أن يستهدف جوانبَ جوهرية في الهوية الجزائرية. استهدافا ساهم في تعميق الجرح الرمزي للجزائريين ووضعهم في مهب الحيرة الحضارية. فرنسا جعلت من الشعب أميا لا يقرأ ولا يكتب وهذا قتل رمزي بشع، والإرهابيون قتلوا من يقرأ ويكتب وهذا قتل رمزي ومادي معا.. تصوري أن المثقف في الجزائر عاش على مدار عشرية كاملة على هاجس الموت. كانت الحياة بالنسبة له هامشا وكان الموت هو الصفحة. ذلك أن أخبار اغتيال زميل من الزملاء كانت تطلع يوميا مع شروق كل شمس، كانت الشمس بالنسبة لنا نذيرا لأخبار الموت. كان الواحد منا يبذل جهودا شاقة في أن يتخلص من شهرته حتى لا يموت مثلما بذل جهودا شاقة حتى أصبح معروفا.. وكان النموذج الذي يموت هو المثقف المستنير. الفيلسوف بختي بن عودة قتل وهو يلعب كرة القدم في حي شعبي في وهران مباشرة بعد تنظيمه ملتقى علميا عن فكر جاك دريدا. بتهمة أنه يريد أن يعيد اليهود إلى الجزائر، والمفكر يوسف سبتي قتل لأنه كان يقول بأهمية العلوم الإنسانية [ علم الاجتماع ـ علم النفس ـ الأنتروبولوجيا ـ علم التاريخ .]، والشاب حسنى قتل لأنه كان يغني للحب. كان أمير العاطفة مثلما كان عنتر زوابري أميرا للخراب، وما جعل الألم مضاعفا يومها أننا كنا نموت في صمت، بعيدا عن اهتمام المثقفين في الخارج. لم نقرأ بيانا واحدا يدين موتنا. إذ لا تنسي أن الإرهاب في الجزائر كان قبل سقوط البرجين وبالتالي لم يكن مدانا بالشكل اللازم. أحيانا أتساءل: لماذا كان الجزائري مثالا في الثورة على فرنسا، ومثالا في الوقت نفسه للإرهاب؟ هل تتحمل فرنسا الاستعمارية شطرا من المسؤولية على المثال الثاني؟

كاتب جزائري معاصر آخر هو محمد ديب, و هو من أشد الناقدين للكتاب الفرنسي المدافع عن الإستعمار آلبير كامو. تجد ان واحدا فقط من كتب ديب قد تمت ترجمتها للغة الإنجليزية و ذلك بسبب شح الترجمة العربية للإنجليزية, لذا, فالقارئ المتحدث بالإنجليزية يستقي أفكاره حول صورة الجزائر من كتّاب من امثال كامو. ككاتب, هل حدث و ان راودتك فكرة تغيير هذا التصور؟ مما يستحضر سؤالا آخر, من هم قراءك؟

المدهش أن جل التجارب الإبداعية الجزائرية التي وصلت إلى الغرب، إما وصلت لأنها تكتب بإحدى لغاته الحية، وإما لأن مؤسسات من هذا الغرب عملت على ترجمتها، أما نحن كمؤسسات مدنية ورسمية فلم نبذل ما يجب من جهد في هذا الإطار. وإن وجد فهو مرتجل وغير خاضع لشروط التسويق الذي هو وجه من وجوه الحوار الحضاري. لذلك علينا في الجزائر أن ننتبه إلى هذه الضرورة. ضرورة التأسيس للحوار الحضاري مع الشركاء في العالم عن طريق الفن.. حتى نقطع الطريق أمام الصورة النمطية التي يحاول البعض جهلا أو عمدا أن يلصقها بنا.. نعم راودتني فكرة العمل على تغيير هذا الوضع وبذلت جهودا في هذا الإطار كإعلامي وناشط ثقافي، لكن يجب الانتباه إلى أن الجهود الفردية في المهمات التي تقتضي تنسيقا جماعيا، ما هي إلا رقصة تشبه رقصة زوربا على حصى جزيرة كريت. من هم قرائي؟.. لم أتجاوز بعد مرحلة البحث عن ذاتي ككاتب. لذلك فالقارئ بالنسبة لي لم يزل مجرد احتمال.

كتابتك تتجلى بين كل فصل و آخر كما لو كانت مشاهد سينمائية و تارة بلا أي حدود فاصلة. حدثنا أكثر عن أسلوبك في الكتابة.

مطالع القراءات في الطفولة والحياة في قرية هلالية مدججة بمختلف أشكال الحكي والحلم الصامت، ثم الانتقال بكل ذلك الموروث إلى الجزائر العاصمة سنة 2002، وما تبعها من تفتح على قراءات جديدة، كلها خلفيات عميقة حددت كثيرا من ملامح أسلوبي في الكتابة، وما أشرت إليه من تنوع في اللغة والمعمار وما يتولد عنه من تنوع في الأسلوب، هو ثمرة للتنوع الذي أعيشه في حياتي. فأنا ألتقي النخبة في العاصمة وأحاورهم بلغتهم، وألتقي شيوخ وعجائز القرية وأحاورهم بلغتهم.. أتغدى مع شباب الأحياء الشعبية في النهار، بحكم أنني أسكن فيها، وأسهر مع "علية القوم" في الفن والسياسة بحكم أنني وجه تلفزيوني وصوت إذاعي وناشط ثقافي. ولم أعمل يوما على أن أتولى منصبا إداريا رغم إمكانية ذلك حتى أبقى قريبا من النبض الحقيقي للحياة. حياتي الحقيقية فوق الورقة.. لذلك فأنا أكتب كما أعيش، ولست أدري هل أعيش مثلما أكتب.

تكتب القصة و الرواية والشعر. أي من هذه الأنماط يحد من قدراتك أكثر من غيره؟

الكتابة الحقيقية في نظري هي وجه من وجوه الحياة، ووجه الحياة ثري بالملامح.. وحده الموت يملك ملمحا واحدا. لذلك فأنا أتعاطى مع الأجناس الأدبية من منطلق أنها مجرد بدائل نفسية لا غير. كلما خضعت لمزاجي في اختيار هذا الجنس الأدبي أو ذاك، كلما كنت منسجما مع نفسي. النص الذي لا يطلع من لحظة الانسجام مع النفس، نص معوق بالضرورة. قد يستطيع أن يتنفس، لكنه لا يستطيع أن يتحرك، أنا لست شاعرا أو قاصا أو روائيا. أنا كاتب. قد أجدني يوما ملزما بتعلم الرقص لأن بطلة نصي راقصة. أتعلم الفنون بناء على طلبات شخوصي. وهنا لا بد من الإشارة إلى الفرق بين الشخوص الذين يُخضعهم الكاتب لرغباته، وبين الذين يجعلون الكاتب خاضعا لهم. وهنا أيضا علينا أن نكون صرحاء فنقر بأن الرواية العربية تنتمي إلى الصنف الأول. حيث الكاتب هو إمبراطور يفعل ما يشاء رغم أنه محسوب على الحداثيين، بينما تنتمي الرواية الغربية بما فيها الرواية الروسية والأمريكولاتينية رغم خروجهما من معطف الديكتاتورية إلى الصنف الثاني. والحديث قياس على السينما أيضا.

ذياب بطل روايتك "جلدة الظل" يبدو متشائلا (إن إقتبسنا تعبير إميل حبيبي) و مترحلا بين العادات القائمة للغربة: الذاكرة, الجنون, و التخبط. يقسم كل شباب القرية قسما بألا يتركو قريتهم, و لكن عندما يرفض ذياب (الشاب) نراه يتضارب بين الأسئلة حول الغربة. أما القصة فتجري أحداثها في العام 1847, برأيك: هل تغير الواقع كثيرا منذ ذلك الحين؟

الواقع يتغير عندما يكون صوت المستقبل هو الأعلى.. لا يمكن أن نذهب إلى المستقبل ونحن لا نسمعه. نحن في الحقيقة نذهب إلى الزمن الذي يصلنا صوته، وكل العقلاء يقولون إن الصوت الأعلى في حياتنا اليوم هو صوت الماضي، لذلك فنحن نعيش الماضي في قلب الحاضر. إذ يمكنك أن تجدي كثيرا من الناس في قلب أية مدينة عربية بما فيها تلك العريقة يتخذون من حياة ومقولات السلف نمطا للعيش. كأننا في مسلسل تاريخي. أحيانا لسنا ملزمين بأن نصور مسلسلات تاريخية. لأننا نعيشها في واقعنا. يمكنك أن تجدي حسن الصباح وأحمد بن حنبل وبن تيمية والقرامطة والخوارج، لكن لا يمكنك أن تجدي الرسول محمد. نموذج الرسول محمد مغيب من طرف السلفيين لأنه صوت أنواري. مديني. تماما كما كان السيد المسيح. لكن السيد المسيح موجود في حياة الإنسان الغربي اليوم، والمغيب فيها هو شبيه حسن الصباح. أنا أتحدث عن شوارع الحياة لا عن شوارع الكونكرس، واشتغالي في "جلدة الظلّ" على تاريخ قريتي أولاد جحيش، كان من باب أنني أمنح فرصة لأجدادي الذين ماتوا لأن يختبروا أنفسهم في الحياة الجديدة. وقد كانت النتيجة أنهم طلبوا مني أن أدلهم على الطريق حتى لا يتيهوا في شوارع الجزائر العاصمة. وأنا بهذا مارست عودة وظيفية لا توظيفية.

ما هي وجهات نظرك حول الطقوس و الخرافات المتداولة؟ أرى بأن هاتين الثقافتين (المتفرعتين) عن الثقافة الإسلامية لها حضورها بزخم في كتاباتك.

من التعسف أن نربط الثقافة الإسلامية التي أنجبت الجاحظ والتوحيدي والمعتزلة وإخوان الصفا والفرابي وابن رشد وابن خلدون والمعري بالنزعة الخرافية، الخرافة في حياتنا اليوم هي وليدة الزمن المعكوس الذي نعيش. الحاضر بصيغة الماضي. بحيث يصبح العقل الخرافي هو المسيطر في التعاطي مع أبجديات الحياة، وأنا أكتب الخرافي بوعي أنه خرافي، لا بوعي أنه الحقيقة، طمعا في الوصول إلى الحقيقة التي هي مسجونة في جوفه. علينا أن ننتبه إلى أن كثيرا من الحقائق تنام في خرافاتنا، وعلينا نحن الفنانين أن نحررها، إذ ما وظيفة الفنان إلا تحرير الحقيقة.

هل ستكون هذه المرة الأولى بالنسبة لك في بيروت؟ ماذا تتأمل أن يثمر عن مهرجان بيروت39؟

نعم. هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها بيروت، وهي بالمناسبة حافرة في وعي جيلي والأجيال التي قبله، من خلال قاماتها الأدبية والفنية العديدة. خاصة جبرانها وفيروزها.. إن لبنان "البلد العربي الوحيد الذي ليس فيه صحراء" هو العتبة العربية الأجدر بأن ننطلق منها في تقديم أنفسنا للآخر، لأنه التجربة العربية المعاصرة الوحيدة التي تعد امتدادا طبيعيا لتجربة الأندلس. التي أجابت على مدار ثمانية قرون عن سؤال "الأنا ـ الآخر" وكرست مفهوم الاختلاف بكفاءة حضارية مدهشة. أما عن أفق انتظاري لما قد يثمره مهرجان بيروت 39، فأنا أرجو أن يتكتل الفائزون التسعة والثلاثون باعتبارهم نخبة عربية جديدة. مستنيرة. حداثية، ويشكلوا واجهة تدافع عن قيم الحداثة في الوطن العربي، وجسرا حضاريا يساهم في ردم الهوة السلبية بيننا وبين الغرب.


Abderrazak Boukebba was born in eastern Algeria in 1977 in a village called Awlad J’hish. After earning a BA in literature in 1996, he worked as a consultant to the National Library and then as an editor of a number of TV and radio shows. He is the recipient of the President Award in Algeria and has had two short story collections published: Who Hid Sibawayh's Footwear in the Sand (2004), and Wings for the Mood of the White Wolf (2008.) His most recent novel, The Skin of the Shadow, was published in 2009. Boukebba talks to Beirut39 about the Algerian ‘intellocide’ of today and his idiosyncrasies as a novelist.

Interviewed by Sousan Hammad.

In her memoir, Algerian White, Assia Djeber writes a tribute to three men. Each was a friend of the author, and all three writers were killed, allegedly by Islamic fundamentalists, in a span of less than a year. Would it be fair to compare today’s targeted killings of writers and artists (the “Algerian intellocide”) to those writers who were killed by the French in the struggle for independence?

Naturally, each side has a different perspective but the outcome is one: destruction. Every side has tried to target a fundamental aspect of the Algerian identity. Their targeting helped deepen the symbolic wounds of Algerians, pulling them into a confused civilization. France caused the Algerian people to become illiterate, they did not know how to read or write, and this is an ugly form of symbolic assassination, yet the terrorists target the educated, which is both a symbolic and a physical form of killing.

Imagine how the intellectuals of Algeria lived for an entire decade obsessing about death. Life was the margin, death the page. News of compatriots being assassinated emerged with each sunrise – the sun, for us, became a death alarm. Each of us spent efforts to rid ourselves from the fame we built to evade death. )The typical death was the “enlightened” intellectual.(

The philosopher Bakhti Bin Uoda was gunned down while he was playing football in a popular neighborhood in Wahran, it was right after he had arranged a conference on the theories of Jacques Derrida. Uoda was accused of promoting the return of Jews who fled Algeria. And the intellectual Youssef Sibti was killed because he advertised the importance of human sciences (i.e. sociology, psychology, anthropology, and history.)

Cheb Husni was killed because he sang for love. He was the prince of sensations just as Antar Zouabri was the prince of destruction. What magnified our pain was that we died in silence, away from the interests of intellectuals abroad. We never read a single excerpt that condemned our killings. Do not forget that terrorism in Algeria was before 9/11, yet it was not condemned as it should have been. I sometimes wonder: how was Algeria the idol for self-determination and rebellion against the French, yet at the same time the example of terrorism? Should colonial France take part of the blame for the second example?

Another great writer of modern Algeria is Mohammed Dib, a harsh critic of the French colonial apologist Albert Camus, who has just one book (The Savage Night) available in English. The severe lack of Arabic to English translation in Algerian (and Arabic) literature has caused most readers’ mental image of Algeria to be formed by writers like Camus. As a writer, do you have the urge to change this representation? Which then brings to me to another question: who is your audience?

Surprisingly, the bulk of Algerian creative writings that have reached the West were either because it was written in one of its living-languages, or because a Western institute has worked on translating these works. Yet we, the civil and formal institutes, have not contributed enough efforts into that direction. But if we do feel spontaneous, and it is not subject to the guidelines of marketing, it is only one facet of cultural dialogue.

Therefore, we, in Algeria, must be wary of this need: the need for incorporating a cultural dialogue with our universal partners through arts to block the stereotypical image that some have deliberately tagged us with. Yes, I have spent lengthy time as a cultural activist and journalist to change this situation, but we must note that individual efforts in tasks that require a collective coordination is nothing more than the dance that Zorba the Greek did over the pebbles of the island of Crete.

Who is my audience? I have not yet passed the phase of finding my voice as a writer, thus my readers are still a possibility.

In your writing, you weave through chapters as if it were a cinematic scene, sometimes, even, non-sequentially. Tell us more about the style of your writing.

The books I read as a child, and life in a village, were heavy with various forms of storytelling and silent dreams. I moved, taking with me the heavy legacy, to the capital Algiers in 2002, which opened up new readings to me, all of which created my background and started to define my form of writing. You mentioned the diversity in language and architecture that I use: it is the result of the diversity I live in my own life. I meet with the elites in the capital and I speak to them in their language, yet I also meet the elderly of the village and I speak their language. I share meals with young men at the “folksy” neighborhoods during the day, by virtue of where I live, and I spend the evening with the “senior figures” discussing arts and politics (considering I am culturally active and a popular television and radio voice.)

I never anticipated receiving a better position with a higher authority and that is because I always wished to remain closer to the true pulse of life. My true life lies over my page; therefore, I write as I live. I do not know whether I live as I write.

You write both poetry and fiction? Which style do you feel limits you more?

Authentic writing, in my view, is just one facet of the facets of life. The face of life is rich with features, but death alone has a single face. This is why I treat all genres of writing as various expressions of feelings. The more I allow myself to be led by my feelings, and thus followed one or another genre, the more I feel in harmony with myself. A text that you cannot see from the moment of self-reconciliation is not necessarily a disabled one. It may be able to breath, but it cannot move. I am neither a novelist nor a poet or story-teller. I am a writer. I may decide one day to learn how to dance, because my heroine is a dancer.

I learn arts because that is what my characters demand. This calls for a clarification of the characters who are led by the writer, and the writer who is led by the characters. We must admit that the Arabic novel belongs to the first category where the author is an emperor who rules however he wishes even though it belongs to the modernists; whereas Western novels, including the Russian and the Latin-American novels, belong to the second category despite people having emerged from dictatorships. Cinematic dialogue may be measured the same way.

Ziab, a protagonist in one of your novels, is a sort of pessoptimist (to borrow Emile Habiby’s term) who goes through premeditated rituals of exile: memory, “madness”, and anxieties. The young men of the village are asked to give an oath that they will never leave their village, but after young Ziab refuses he then struggles with the question of exile. The story is set in 1847. Would you say things have changed since then?

Reality changes when the future has a clearer voice. We cannot pursue the future when we cannot hear its echoes. We move towards the time that we can hear the clearest. The clearest voice in our life is that of the past, which is why we live the past in our present. You will be able to find innumerable people in any Arab town, including the most prestigious, who still speak and talk as if they were living in the past. It is as if we live a daily historic sitcom. Sometimes it feels like we do not need to shoot historic sitcoms because we are living it in our reality (where one may find Hassan Al-Sabbah, Ahmad ibn Hanbal, Ibn Taymiyyah, the Qarmatians, the Kharijites, yet you will not find the prophet Mohammad.)

The Salafis want to marginalize the voice of prophet Mohammad because it was a civilized voice, a luminous one. Exactly the same way Jesus was. However, one finds Jesus present in the lives of the Western cultures today, but what they lack are Hassan Al Sabah and the likes. I am speaking of the routes of lives, not the routes of the congress. Working on the novel (جلدة الظلّ )about the history of my village, Awlad J’heish, was an opportunity I wanted to present to my antecedents to live the new life. They asked me to show them the way because they did not want to get lost in the modern venues of Algiers. Thus, I practiced the return as a function rather than employing it.

What are your thoughts on superstition and rites? These two ‘subcultures’ of Islamic culture are repeated in your writing.

It is unfair to associate the Islamic culture, which has produced Al-Jahiz, Abu Hayyan al-Tawhidi, the Brethren of Purity, Ibn Rushd, Ibn Khaldun, Al-Ma’arri, with superstitions that are a result of the reversed time we are living: the present in the form of the past, where superstitions are dominating daily acts of life. I am using the term superstitions because it is not the reality, I do not believe truth is hidden somewhere behind superstitions. Our realities are lost in our many superstitions, and artists like us must set it free, for what is the purpose of an artist but expressing the truth?

Will this be your first time in Beirut? If so, what do you anticipate from Beirut39?

Yes, this will be my first time in Beirut, which is the place that carved the consciousness of both my generation and previous generations with its many artistic and intellectual “pillars”, (notably Fairouz and Jibran Khalil.) Lebanon is “the only Arab country that has no desert”. Beirut is the stepping stone towards introducing ourselves to the “other” for it is the only modern continuation of the Andalusian experiment that responded to over eight centuries the dilemma of the “ego” versus the “other”, while also devoting itself to the concept, or ideology, of cultural difference efficiently.

As for the prospect of what is waiting for me at the Beirut39 Festival, I hope that the 39 winners will form a new group of Arab writers, who are both enlightened and modern. This group will defend the values of modernity in the Arab world, and will form a cultural bridge to close the negativity between us and the West.

No comments:

Post a Comment