I like to use the word discursive. Not in the theoretical sense, but in trying to capture a person’s tangential tendencies while moving from one subject to the next in a conversation. Well…not everyone agrees with my usage of the word in this context – but I must say, without objection, that Bassim Al Ansar, the 39-year-old poet from Iraq, is a discursive writer.
How long have you been (unprofessionally) writing?
I then got up from bed, horrified. I went outside to the courtyard of our bleak and old house and walked to an open space where the sun reaches almost every corner. After I found a shaded spot, I sobbed in an unprecedented anguish. Since that day those questions have lingered in my head., so I found comfort in writing, in trying to answer those bloody questions in one way or another.
Writing can be a painful process, yet we endure it as writers for reasons unknown to me. When did the act of writing consume your daily life?
Of the Iraqi writers you grew up reading who influenced you most as a writer?
Plays or poems?
If you were told you could only have one book with you for the remainder of your living life, what would it be?
In 1999, you started a literature magazine in Denmark, where you currently live. How did the Danish literati react to this?
In your poem, A Panorama of Wonder, you write not just of war as it is – but a sort of chanting incantation of the surrealism that surrounds the people of Iraq. I do not feel sadness in the poem. There is something beautiful about devils transforming dust into butterflies and soldiers eating their rifles.
Such poems are pre-shaped in their meanings and content, and I reject such practice in poetry. Every poem that I write has certain objects which it discusses, but it is not centered on a single frame of discussion. I lean towards a rich and diverse content that is open to various interpretations. A stereotypical poem is an ideological one, making it limited inside a single frame.
My poem “A Panorama of Wonder” is a multi-purpose text, it is where you find war, love, freedom, awaiting, diaspora, unity, and so on…
The primary feature of this text is that it declares its wonder towards the many poetic images that I created. Wonder here hides its true nature, I intentionally did not reveal whether it is a sad one, or a happy one. I left it for the reader to enjoy this poetic game, the way I personally enjoy it.
Finally, what do you anticipate from the Beirut39 Festival?
The Festival will be a good chance to meet up with important names in literature and poetry that belong to previous generations. The Festival is a victory for the new vision and the creative instances. It is a victory for beauty rather than a victory to any certain writer or country.
أحب إستخدام كلمة "مراوغة". ليس بمعناها النظري بل بمعناها الحسّي و الذي يصور محاولة إعتقال لحظات (تماسية) لمتحدث في إنتقاله بين شتى المواضيع. لا يوافقني الجميع في إستخدامي لهذه الكلمة, و لكنني أقرّ و من دون عدول عن الراي بان باسم الأنصار, الشاعر العراقي ذا التسع و الثلاثين عاما, كاتب مراوغ بإحتراف.
بدأ الشاعر بنشر مسرحياتة و اشعاره خلال فترة التسعينيات, بعد بضعة اعوام من حصوله على درجة البكالوريوس في التجارة من جامعة المستنصرية في بغداد. لم ينشر الانصار ديوانه الشعري الأول " ترانيم بن آدم" حتى العام 2007. هناك الكثير الذي بإمكاننا الحديث عنه. و لكن ما يلي, يحدثنا به باسم شخصيا, هي أحداث أكثر دقة.
ـ منذ متى و انت تكتب ؟ ولا اعني بالضرورة الكتابة كحرفة .
ج ـ منذ أن انهالت فوق رأسي أسئلة الموت والحياة والوجود والأبدية وغيرها من الأسئلة الكبرى ، وأظن بأن هذه الأسئلة انهالت عليّ بسبب حادثة صغيرة تخص والدي ، وذلك حينما كنت في السابعة او الثامنة من العمر . فقد كان والدي موظفاً في إحدى دوائر الدولة حينذاك ، وكان يُحضر لي ولأخي الأصغر قطع الشيكولاته كل يوم تقريبا بعد انتهائه من دوامه الرسمي الذي ينتهي بعد منتصف النهار . كان الفصل صيفاً ، وكانت أسرتي معتادة حالها حال الكثير من الأسر العراقية على النوم في فترة الظهيرة بسبب شدة الحرارة في خارج المنازل ، ولكنني واخي الصغير كنا ننتظر والدي حتى لو نامت والدتي او بقية ابناء الاسرة ليس حباً به فقط طبعا ، وانما بسبب حبنا الكبير للشيكولاته . وحصل ذات يوم بأنّ والدي قد تأخر عن وقت عودته الى المنزل ، فراح القلق يتسلل الى قلبي . أتذكر بأنني كنت ممدداً مع بقية ابناء أسرتي في غرفة المنزل الكبيرة . الجميع كان نائما بما فيهم اخي الصغير الذي تعب من الانتظار ، أقصد به انتظار الشيكولاته طبعاً وليس انتظار والدي . الانتظار وتأخر والدي جعلني أتخيل بأن والدي ربما قد تعرض لحادثة سير غبية ، وبسببها ربما قد مات . فيحنما وصلت الى هذه الفكرة شعرت برعب هائل لايصدق . أصبحت كمن يلدغ من قبل أفعى . بعد هذه الفكرة انهالت التساؤلات فوق رأسي من امثال : ما معنى الموت ؟ هل هو مرحلة انتقالية من حياة الى اخرى مثلما تقوله الأديان ، أم هو نهاية أبدية للانسان ؟ الرعب ازداد طبعا في دواخلي ، خلال عملية التساؤل والتأمل هذه ، ثم تساءلت ، من قال بأن الموت مرحلة انتقالية الى حياة اخرى ، قلت الانبياء يقولون ذلك ، تسائلت مرة اخرى ، ومن قال أن كلام الانبياء صادق وحقيقي ؟ قلت : الله يقول ذلك ، ثم تساءلت مجددا ، من هو الله وكيف لي اثباته ؟ قلت لا أدري ، حينها نهضت من الفراش مرعوبا وتوجهت الى باحة منزلنا القديم والبائس ، وهي باحة مفتوحة وتدخلها اشعة الشمس بسهولة وتغطي غالبية اجزائه ، فتوجهت حينها الى أفياء الباحة ورحت أبكي بحرارة ولوعة لا مثيل لها ، وذلك بسبب هذه الأسئلة التي لم تفارقني منذ ذلك اليوم وحتى الآن . وبسبب هذه الحادثة المتخيلة صرت ألجأ الى الكتابة للتعبير عن هذه الأسئلة اللعينة بهذه الطريقة أو تلك . بالمناسبة والدي قد عاد في ذلك اليوم الى البيت ومعه قطع الشيكولاته ، أي أنه لم يمت الا بعد اكثر من عشر سنوات من تلك الحادثة . هو مات ولم يمت لديّ . فهو مات فسلجياً ، ولكنه لم يمت بالنسبة لي لأن الكتابة عندي لم تمت حتى الآن وظهور الكتابة في حياتي مرتبطة بوالدي وبحادثته المفترضة .
ـ قد تكون الكتابة عملية مرهقة ، و لكننا ككتاب نخوضها و نحن نجهل الاسباب وراء ذلك . متى بالتحديد إحتلت الكتابة الحيز الاكبر في حياتك؟
ج ـ الكتابة في لحظاتها الأولى عندي وبالاخص الكتابة الشعرية ليست مرهقة او متعبة ، بل هي في غاية المتعة واللذة . في هذه اللحظات احلق فوق اشكال الزمن الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل وألجا الى الزمن السرمدي ، وهو زمن الاشراق والنرفانا . في هذه اللحظة أتسامى على كل شئ بما فيها الحقد والكراهية ضد اعدائي مع انني لا املك اعداء ولا اكره احدا في حياتي ، ولكنني حينما اكتب اتعالى حتى على غضبي وانفعالاتي البشرية ، وألجأ الى انفعالات الشعر والرؤيا والى حرارة الكشف والمعرفة . هذه اللحظات ليست مرهقة بالنسبة لي ، وانما الذي يرهقني في الكتابة هو ما بعد هذه اللحظة ، اي في مرحلة اعادة كتابة النص وتشذيبه والانتهاء منه . فهذه المرحلة تتطلب الاهتمام بالتكنيك وبأدوات الكتابة وبكيفية استخدام حرفيتي ككاتب . فعلى الرغم من ان الكاتب متمكن من اداوته في الكتابة احيانا ، الا انه يكون مرهقا بسبب تفكيره في كيفية ابتكار تكنيك اخر للنص وشكل اخر له وما الى ذلك من امور .
أما بخصوص متى احتلت الكتابة الحيز الأكبر من حياتي ، فأستطيع القول بأنها احتلتني حينما كنت في الثامنة عشرة من عمري . فمنذ ذلك الحين تيقنت بأن الكتابة هي قدري الأبدي ، وأتمنى ان اكون محقاً في ذلك .
ـ مَن مِن الكتاب العراقيين كان له الأثر الأكبر في كتاباتك؟
ج ـ السياب . هذا البدر الرائي الذي أنار لي دروب الوجع الانساني واضاء لي طرق الغربة الروحية . لقد قرأته حينما كنت في الخامسة عشرة من عمري ، وكان له تأثير كبير عليّ ، لأن السياب يمتلك شعرا عظيما وحياةً مميزة . لذا فأنّ أهم الشعراء في حياتي هم الذين يجمعون بين تجربة الشعر والحياة المميزة ، من امثال المتنبي ورامبو . السياب رائي كبير وانسان تراجيدي هائل .
ـ الشعر أم المسرح ؟
ج ـ يجب عليّ أولاً أن اوضح نقطة مهمة هنا . الشعر لديّ ، بحر ، والأشكال الفنية والأدبية الأخرى هي أنهار متفرعة من هذا البحر . فالمسرح شكل من أشكال الشعر . والموسيقى والقصة والرواية واللوحة كلها اشكال شعرية . لذا فأنا لم اكتب المسرح إلاّ من خلال الشعر ، ولم اكتب القصة القصيرة إلاّ من خلال الشعر . فلو قرأت مسرحياتي وقصصي ، ستجدين بأن الذي يجمعها هو شعرية الحدث المسرحي والقصصي ، او شعرية اللغة احياناً . لذا من الطبيعي ان اقول بأنني انتمي الى الشعر والى شكله المتعارف عليه الا وهو القصيدة ، على الرغم من انني اظهرت قصائدي في وقت متأخر ، أي انني قمت بنشر نتاجي الشعري بعد ان نشرت نتاجي المسرحي والقصصي ، مع ان بداياتي الاولى هي القصيدة . والسبب في نشر نتاجي الشعري هو انني ظهرت في مرحلة الا وهي مرحلة التسعينات كانت الساحة الادبية فيها تعج وتضج بالشعراء حد الاختناق ، اينما تلتفتين تجدين من يقول لك بأنني شاعر الى الحد الذي جعلني أشعر بصعوبة ان اكون مميزاً بينهم لو قمت بطرح نفسي كشاعر . لذا قمت بطرح منجزي المسرحي والقصصي اولاً منتظرا اللحظة المناسبة لنشر نتاجي الشعري .
ـ إذا قيل لك بأنك تستطيع الإحتفاظ بكتاب واحد معك مدى الحياة ، ما الكتاب االذي ستختاره ؟
ج ـ سأحتفظ بالآثار الكاملة للشاعر الفرنسي رامبو ، وبالأخص نصه الهائل ( فصل في الجحيم ) ، والسبب هو ان هذا الشاعر الرائي هو من استفز لديّ رغبة الاعلان عن نصوصي الشعرية في الصحف والمجلات والكتب قبل 5 سنوات تقريباً . ففي تلك الفترة ، وقع بيدي كتاب صغير عن حياته ، أعتقد ان الكتاب كان بعنوان (رامبو ، الشاعر المتمرد ) . هذا الكتاب جعلني ارى روحي متجسدة في حياة هذا الشاعر الفذ ، وهو من جعلني اتأمل كتاباتي السابقة بشكل اكثر عمقا ووعيا ، وجعلني أفكر بجدية كبيرة بطرح منجزي الشعري ، والتفرغ تماما لكتابة الشعر ، خصوصا انني في تلك الفترة وربما حتى الان كنت أشعر بأن قدرتي على كتابة القصة والمسرح قد انتهت ، لذا فأن دخول رامبو في حياتي في تلك الفترة كان انقاذا لي من حالة الحيرة والقلق التي انتابتني تلك الفترة مثلما اسلفت قبل قليل .
ـ أسست في العام 1999 لمجلة أدبية في الدنمارك حيث تقيم حاليا, كيف كانت ردة فعل الأدباء الدنماركيين لهذه الخطوة ؟
ج ـ في الحقيقة لم أؤسس المجلة وحدي ، فقد كان معي في تأسيس المجلة الشاعر العراقي المبدع سليمان جوني . والمجلة كانت بعنوان الحافلة . وقد اصدرنا عددا ورقيا واحدا ، ولم نستطع الاستمرار باصدار المجلة ورقيا لاسباب مادية مع اننا قمنا بتنضيد عدة اعداد رغبة منا بطبعها مستقبلا ولكن كما قلت لك بأن اسبابا مادية مفاجئة حالت دون استمرارنا بطباعة المجلة مع ان العدد الاول نال استحسان وقبول الكثير من الادباء العراقيين الذين اطلعوا عليه ، بعد ذلك تحولت المجلة من ورقية الى مجلة الكترونية والفضل يعود بذلك لمثابرة الشاعر سليمان جوني ، ولكنني وبسبب مزاجيتي الحادة لم استمر في المشروع . اما بخصوص انطباع الادباء الدنماركيين عن المجلة ، كان صفرا ، وذلك لأن المجلة كانت باللغة العربية وليست بالدنماركية ، لذا لم يكن هناك اي رد فعل حولها .
ـ في قصيدتك, بانوراما الدهشة, لا تكتب عن الحرب كما هي ، ولكنك ترددها كهالة سوريالية تحيط بشعب العراق ، لم أستشعر الحزن في هذه القصيدة ، شئ ما رائع في وصف الشياطين التي تحيل الرماد فراشا و جنودا تاكل عدتها. حدثنا المزيد.
ج ـ جميل انك التقطت هذه الملاحظة في القصيدة ، اقصد ملاحظتك عن ان هذه القصيدة لم تكن عن الحرب ، وبأنك لم تشعرين بالحزن فيها . شئ جميل ان يصل القارئ مثلما وصلت انت الى مستوى حساسية الشاعر . بمعنى اخر ، ان كل مااكتبه هو خال من الغرضية المباشرة ومن الطرح المباشر للاشياء . بمعنى انا ضد ان يقال هذه قصيدة حرب ، وهذه قصيدة حب ، وهذه قصيدة سياسية . هذه القصائد منمطة من حيث الفحوى والمعنى ، وانا ضد التنميط في الكتابة الشعرية ، أي أن كل نص شعري لديّ يمتلك موضوعة اساسية ولكنه لا يكتفي بها لأنني ميال الى ان يكون النص الشعري متعدد وثري ومفتوح على دلالات عدة ومعاني عدة . كل قصيدة منمطة هي قصيدة مؤدلجة ، وبالتالي تكون قصيدة محدودة ومحبوسة في اطار واحد . النص الشعري بانوراما الدهشة هو متعدد الدلالات ، بامكانك ان تجدين فيه الحرب والحب والحرية والانتظار والغربة والوحدة وووو ... الخ .
الميزة الاساسية لهذا النص ، هو انه يعلن دهشته ازاء الصور الشعرية التي ذكرتها في النص ، والدهشة هنا تعمدت على اخفاء نوعيتها ، بمعنى انني لم اوضح هل الدهشة هنا مفرحة ام حزينة . تركت هذا الامر للقارئ عسى ان يتمتع بهذه اللعبة الشعرية مثلما اتمتع انا حينما امارسها .
ـ أخيرا, الام تتطلع من وراء مهرجان بيروت39 للأدب؟
ج ـ مهرجان بيروت 39 فرصة رائعة للقاء مبدعين شباب اخرين يحملون رؤى ابداعية مغايرة لما احمله وهذا بكل الاحوال سيثريني شعريا ومعرفيا . والمهرجان ايضا فرصة مهمة للقاء دور النشر العربية والغربية ، التي من خلالها نستطيع ان نوصل منجزنا الابداعي بشكل سليم الى القارئ . وهو فرصة طيبة الى ان نكون في بيروت ، هذه المدينة الرائعة بكل ماتحمله الكلمة من معنى . والمهرجان ، فرصة جميلة بامكانها ان تجعلنا نلتقي بأسماء شعرية وادبية مهمة تنتمي الى اجيال اخرى سابقة لنا . المهرجان بشكل عام ، هو انتصار برأيي للرؤيا الجديدة وللحظة الابداعية المغايرة والمتميزة ، وهو انتصار للجمال قبل ان يكون انتصار لهذا المبدع او ذاك ، او لهذا البلد او ذاك .
Get Social Share!